للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاشتمال بأنواعه السبعة هنا. والأظهر عندي، أن لا بدل مطلقا، وأن الموصول معمول للمصدر المتأخر المأخوذ من "أن" وما دخلت عليه ١.

فالموصول إذاً في محل نصب بالمصدر المسبوك، وتأخر العامل لا يضر. وأما على البداية فهو في محل جر.

وقوله: {إنَّ اللَّه يُحبُ المُقسِطيِنَ} ٢. أكد الجملة هنا لمناسبة مقتضى الحال؛ إذ المقام مظنة لغلط الأكثر، ولتوهم خلاف المراد، فاقتضى التأكيد والتوفية بالأداة، كما يعلم من فن المعاني.

وقوله: {فيِ الدَيِنِ} ٣ الفاء سببية، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "دخلت النار امرأة في هرة ... " الحديث ٤.

وسبب النزول: ما رواه الإمام أحمد في مسنده حدثنا أبو معاوية ٥، حدثنا هشام بن عروة ٦


١ فيكون التقدير حينئذ: لا ينهاكم الله عن أن تبروا الذين ... فهو معمول الفعل على الاشتغال.
٢ سورة الممتحنة: الآية "٨".
٣ سورة الممتحنة: الآية "٨".
٤ هذا جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها، فلا أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت". أخرجه البخاري في صحيحه، ٦/٤٠٩، بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه. صحيح مسلم بشرح النووي، ١٧/٧٩، التوبة باب في سعة رحمة الله؛ سنن ابن ماجه، ٢/٤٣٩، الزهد، باب ذكر التوبة. كلهم بتقديم "المرأة" على "الدار" خلافا لما عند المصنف.
٥ هو محمد بن خازم، مولى بني سعد ابن زيد مناة بن تميم، الإمام الحافظ، أبو معاوية السعدي الكوفي الضرير، ولد سنة ١١٣هـ، حدث عن هشام بن عروة، والأعمش، ومالك الأشجعي، وغيرهم، "ت١٩٤هـ".
سير الأعلام، ٩/٧٣؛ تهذيب التهذيب ٩/١٣٧.
٦ هو هشام بن عروة بن الزبير بن العوام، أبو المنذر القرشي الأسدي، ولد سنة "٦١هـ"، وتوفي سنة "١٤٦هـ". تاريخ بغداد، ١٤/٣٧؛ سير الأعلام، ٢/٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>