للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له ما يريد، وليكن مخلصا في طلب العلم، عاملا به حافظا له. فأما أن يفوته الإخلاص، فذلك تضييع زمان، وخسران الجزاء، / وأما أن يفوته/١ العمل به، فذاك يقوي الحجة عليه، والعقاب له. وأما جمعه من غير حفظن، فإن العلم ما كان في الصدور لا في القمطر ٢. ومتى أخلص في طلبه دله على الله عز وجل، فليبعد عن مخالطة الخلق مهما أمكن، خصوصا العوام، وليصن نفسه عن المشي في الأسواق، فربما وقع البصر على فتنة، وليجتهد في مكان لا يسمع فيه أصوات الناس. ومن علم أنه مار إلى الله عز وجل، وإلى العيش معه وعنده، وأن الدنيا أيام سفر؛ صبر على تفث السفر ووسخه، وأن الراحة لا تنال بالراحة ٣، فمن زرع حصد ومن جد وجد.

خاضوا في أمر الهوى في فنون ... فزادهم في اسم هواهم حرف نون

أحسن الله لي ولك العواقب، ونفعنا لنيل أرفع الدرجات والمراتب.

هذا ومن لدينا الوالد حفظه الله./والشيخ علي، وبقية الحمولة، والطلبة والإخوان بخير، وينهون السلام. وبلغ سلامنا الشيخ عبد الملك، وحسين وصالح والأخ سليمان ورشيد وفرحان، وبقية الإخوان لا سيما عبد العزيز بن /حسن/٤ والشيخ حمد بن علي بن عتيق، ومن عز عليك من الإخوان. وكاتبه من في ممليه إبراهيم بن حسن


١ ساقط في "د".
٢ القمطر: بكسر القاف، وفتح الميم، وسكون الطاء: هو ما يصان فيه الكتب. ويُذَكَّر ويُؤنَّث: قمطر وقمطرة. والجمع: قماطر. قال ابن السكيت:
ليس بعلم ما يعي القمطر ... ما العلم إلا ما وعاه الصدر
الصحاح للجوهري، ٢/٧٩٧، مادة "قمطر".
٣ الراحة الأولى: أي الحصول على الراحة الكبرى في الجنة، والراحة الثانية: ضد التعب في الدنيا.
أي أن الراحة في الجنة لا تنال بالراحة في الدنيا، بل بالتعب.
٤ في "أ": حسين. "وعبد العزيز بن حسن" تقدمت ترجمته ضمن تلاميذ الشيخ ص ٩٢ وهو التلميذ رقم "٢٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>