للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدفع عن نفسه، فعن غيره أولى، ولو زال به التغير على أظهر الوجهين ١.

وأما نحو التراب في باب التيمم، فهو كل ما كان له غبار يعلق باليد ٢. وفي باب إزالة النجاسة، هو كل جامد منق كالأشنان والصابون والسدر؛ فيفسر النحو في كل مقام بما يناسبه.

أما المسألة الرابعة: في قول شارح الزاد نقلا عن النظم ٣: "وتحرم القراءة في الحش وسطحه، وهو متوجه على حاجته" ٤.

فاعلم أن قوله: "وهو متجه": من كلام صاحب الفروع، ومعناه: أن التحريم يتوجه إذا كان المتخلي جالسا على حاجته، بهذا القيد ٥. فافهم ذلك وتفطن. والكلام في التحريم والكراهة وبيان المختار يستدعي طولا، لا يليق باختصار هذه الأسطار.

ثم إنك تشير إلى رسم فائدة زائدة وقد وقع نظري عند إملائي هذا، على عبارة ابن الجوزي، في السر المصون ٦، ونصها: نصيحة في إثار الآخرة والعلم والعمل" من علم أن الدنيا دار سباق وتحصيل للفضائل، وأنه كلما علت مرتبة في علم وعمل، زادت المرتبة في دار الجزاء. انتهب الزمان ولم يضيع لحظة، ولم يترك فضيلة تمكنه إلا حصلها. ومن وُفق لهذا فليبتكر زمانه بالعلم، وليصابر كل محنة وفقر، إلى أن يحصل


١ قول المصنف هنا: "كل ما كان من الأجزاء الأرضية.." إلى قوله: "على أظهر الوجهين"، منقول في حاشية الروض المربع، شرح زاد المستقنع، لعبد الرحمن بن محمد بن القاسم العاصمي النجدي، "١٣٩١هـ"، ط/٤، ١٤١٠هـ ١/٩١.
٢ انظر: الفروع لابن مفلح، ١/٢٢٤.
٣ صاحب النظم هو: محمد بن عبد القوي بن بدران المقدسي الحنبلي. له النظم المشهور نحو ستة آلاف بيت. "ت٦٩٩هـ". هدية العارفين، ٢/١٣٩.
٤ الفروع لابن مفلح، ١/١١٤. وورد في الروض المربع مع حاشيته، ١/١٣١.
٥ حاشية الروض المربع، ١/١٣١.
٦ لم أطلق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>