للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما في قوله:

ألا ليت حظي من عطاياك أنني ... علمت وراء الرمل ما أنت صانع

والثاني: بمعنى حقا أو أحقا. وزعم بعض الناس أنها تكون حرف عرض بمعنى لولا، فيختص بالفعل، كما في قولك: أما يقوم، أما يقعد ونحوه.

أما نحو: أما كان فيهم من يفهم، فالهمزة للاستفهام، وما حرف نفي، وليست مما نحن فيه فتنبه.

أما المسألة الثانية: وهي قولك: ما وجه نصب عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ١؟.

فاعلم أن نصب هذه المصادر، على أنها نعت لسبحان؛ لأنه اسم محذوف العامل وجوبا، لكونه بدلا من اللفظ بفعل مهمل، كقول الشاعر:

ثم ٢ قالوا: تحبها؟ قلت بهرا ... عدد /الرمل/٣ والحصا والتراب ٤

فبهر هنا منصوب على المفعولية المطلقة، لكونها هنا بمعنى عجبا، لكن فعله مهمل غير مستعمل، فلذلك حذف وجوبا، وعدد الرمل في البيت، نعت له، ويحتمل أن


١ يشير هنا لحديث ابن عباس عن جويرية: "أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: "ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ " قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتها، سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرضه، ومداد كلماته". صحيح مسلم بشرح النووي، ١٧/٤٨، الذكر والدعاء، باب التسبيح أول النهار وعند النوم. سنن أبي داود، ٢/١٧١، الوتر، باب التسبيح بالحصي؛ سنن الترمذي ٥/٥١٩-٥٢٠، الدعوات، باب ١٠٤، سنن النسائي، ٣/٧٧ للسهو، باب نوع آخر من عدد التسبيح.
٢ كذا في الديوان، وهو ساقط في المخطوط.
٣ كذا في المخطوط، وفي الديوان "النجم".
٤ ديوان أبي ربيعة، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت، ١٣٨٥هـ /١٩٦٦م ص ٤٢٤. وانظر أمالي المرتضى، ٢/٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>