للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغشم والإسراف في سفك الدماء، وانتهاك حرمات الله، وقتل من قتل من سادة الأمة؛ كسعيد بن جبير١، وحاصر ابن الزبير ٢، وقد عاذ بالحرم الشريف. واستباح الحرمة، وقتل ابن الزبير ٣، مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة، وبايعه أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان ٤ ثم عن ولده عبد الملك ٥ ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان، ولم يبايعه أهل الحل والعقد، ومع ذلك، لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته، والانقياد له، فيما تسوغ طاعته فيه، من أركان الإسلام وواجباته.

وكان ابن عمر ٦ ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينازعونه، ولا يمنعون من طاعته فيما يُقومُ به الإسلام، ويكمل به الإيمان، وكذلك


١ هو سعيد بن جبير بن هشام، الإمام الحافظ المقرئ المفسر، أبو محمد الوالبي، قرأ القرآن على ابن عباس، قتله الحجاج سنة "٩٥هـ".
انظر: سير الأعلام، ٤/٣٢١-٣٤٣؛ تهذيب التهذيب، ٤/١١
٢ هو عبد الله بن الزبير بن العوم بن خوليد، القرشي الأسدي، أمير المؤمنين، أول مولود للمهاجرين بالمدينة، حاصره الحجاج في الكعبة، وقتله سنة "٧٣هـ".
انظر ترجمته: سير الأعلام، ٣/٣٦٣-٣٨٠؛ تهذيب التهذيب، ٥/٢١٣؛ أسد الغابة، ٣/٢٤٢.
٣ انظر قصة محاصرته وقتله: البداية والنهاية ٨/٣٣٤-٣٣٧.
٤ هو مروان بن الحكم بن أبي العاص، القرشي الأموي، أحد خلفاء بني أمية، من كبار التابعين، كان يوم الحرة مع مسرف بن عقبة، يحرضه على قتال أهل المدينة. "ت٦٥هـ".
انظر الاستيعاب لابن عبد البر، ٤/١٣٨٧؛ أسد الغابة، ٥/١٤٤؛ سير الأعلام، ٣/٤٧٦.
٥ هو عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو الوليد الأموي، تملك بعد أبيه، وأرسل الحجاج لحرب ابن الزبير. "ت٨٦هـ".
انظر: تاريخ بغداد، ١٠/٣٨٨، سير الأعلام، ٤/٢٤٦؛ تهذيب التهذيب، ٦/٤٢٢.
٦ هو عبد الله بن عمر بن الخطاب، من صغار الصحابة وأحد العبادلة الأربع الفقهاء. "ت٧٣هـ، وقيل: ٧٤هـ".
انظر: تاريخ بغداد، ١/١٧١؛ أسد الغابة، ٣/٢٢٧؛ سير الأعلام، ٣/٢٠٣-٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>