للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسعون فيما يفرق جماعة المسلمين، ويوجب الاختلاف في الدين، وما ذمه الكتاب المبين،/ويقتضي الإخلاد/ ١ إلى الأرض، وترك الجهاد، ونصرة رب العالمين، ويقضي إلى منع الزكاة، وشب نار الفتن والضلالات، فتلطف الشيطان في إدخال هذه المكيدة ونصب لها حججا ومقدمات، وأوهم أن طاعة بعض المتعلِّبين، فيما أمر الله به ورسوله /من/٢ واجبات الإيمان، وفيما فيه دفع عن الإسلام وحماية لحوزته؛ لا تجب – والحالة هذه - ولا تشرع.

/ولم يدر/٣ هؤلاء المفتونين، أن أكثر غلاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية ٤ -حاشا عمر بن عبد العزيز رحمه الله ٥، ومن شاء الله من بني أمية-٦ قد وقع منهم ما وقع من الجرأة والحوادث العظام، والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك، فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام معهم، معروفة مشهورة، لا ينزعون يدا من طاعة، فيما أمر الله به ورسوله من شرائع الإسلام، وواجبات الدين. وأضرب لك مثلا بالحجاج بن يوسف الثقفي ٧، وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم


١ في المطبوع: ويقضي بالإخلاد.
٢ كذا في المطبوع، وفي جميع النسخ: في.
٣ في "د": ولم يدري.
٤ هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ثان خلفاء الأمويين، تسلم الملك بعد وفاة أبيه سنة: "٦٠هـ" اشتهر بفعله بأهل المدينة في وقعة الحرة المشهورة، "ت٦٤هـ".
انظر: سير الأعلام، ٤/٣٥-٤٠؛ تهذيب التهذيب، ١١/٣٦٠؛ شذرات الذهب، ١/٧١.
٥ هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، الخيفة الزاهد الراشد، أشج بني أمية. "ت١٠١هـ". انظر حلية الأولياء، ٥/٢٥٣، تذكرة الحفاظ، ١/١١٨؛ سير الأعلام، ٥/١١٤-١٤٨؛ تهذيب التهذيب، ٧/٤٧٥.
٦ مثل: هشام بن عبد الملك، انظر: سيرته في سير الأعلام؛ ٥/٣٥١. وشذرات الذهب، ١/١٦٣.
٧ هو الحجاج بن يوسف الثقفي، يروي كتب التاريخ أنه: كان ظلوما جبارا سفاكا، حاصر ابن الزبير بالكعبة، ورماها بالمنجنيق، وأذل أهل الحرمين. "ت٩٥هـ". انظر: سيرته في: سير الأعلام، ٤/٣٤٣، تهذيب التهذيب، ٤/١٩٩؛ وشذرات الذهب، ١/١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>