للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأحمد /إليكما/١ الله الذي لا إله إلا هو، على نعمه، والخط وصل، وصلكم الله ما يرضي÷ وما/ذكرتما/٢ كان معلوما، وموجب تحرير هذا، ما بلغني بعد قدوم عبد الله ٣ وغزوه، من أهل الفرع، وما جرى ليدكم من تفاصيل الخوص في أمرنا والمراء والغيبة، وإن كان قد يلغني أولا كثيرا من ذلك، لكن بلغني من ذكر تفاصيل ما ظننتها.

فأما ما صدر في حقي من الغيبة والقدح والاعتراض والمسبة، ونستبي إلى الهوى والمعصية، فتلك أعراض انتهكت وهُتكت في ذات الله، أعدها لديه جل وعلا ليوم فقر ي وفاقتي، وليس الكلام فيها.

والقصد بيان ما أشكل على الخواص، والمنتسبين من طريقتي في هذه الفتنة العمياء الصماء. فأول ذلك مفارقة سعود ٤ لجماعة المسلمين، وخروجه على أخيه. وقد صدر منا من الرد عليه وتسفيه رأيه، ونصيحته ولد عايض ٥ وأمثاله من الرؤساء، عن متابعته والإصغاء إليه، ونصرته، وذكرناه بما ورد من الآثار النبوية، والآيات القرآنية، بتحريم ما فعل، والتغليظ على من نصره، ولم نزل على ذلك إلى أن وقعت وقعة جودة ٦، فثل عرش الولاية، وانتشر نظامها وحبس محمد بن فيصل ٧. وخرج الإمام عبد الله شاردا، وفارقه أقاربه وأنصاره ٨ وعند وداعه وصته بالاعتصام بالله، وطلب النصر منه


١ في "ب" و "ج" و "د" والمطبوع: إليكم.
٢ في جميع النسخ: ذكرتموا. وفي المطبوع: ذكرتموه.
٣ يريد عبد الله بن فيصل بن تركي. تقدمت ترجمته في ص ٤٥.
٤ هو سعود بن فيصل بن تركي، تقدمت ترجمته في ص ٤٥.
٥ هو محمد بن عائض بن مرعي. حاكم عسير في ذلك الوقت لآل سعود، وآل عائض حكام عسير. انظر: مشاهير علماء نجد وغيرهم ص ١٠٦.
٦ وقعة الجودة: تقدم بيانه في قسم الدراسة، ص ٤٧.
٧ تقدمت ترجمته في ٤٥.
٨ وكان عبد الله –بعد خروجه من الرياض - هرب إلى واد قحطان. فخرج إليه سعود عام ١٢٨٨هـ، والتقوا في وقعة عظيمة في "البرة" وانهزم عبد الله مع قحطان، ونزلوا "رويضة = العرض". وفي نفس العام أقبلت العساكر من البصرة. وكان عبد الله قد طلبها من باشا بغداد بعد هزيمته من أخيه سعود. واستولوا على الأحساء والقطيف، وأطلقوا محمد بن فيصل من الحبس، وكتبوا لعبد الله في "رويضة العرض" يحثونه بالقدوم عليهم، ففعل.
انظر: بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص ١٨١، ١٨٢؛ وتاريخ المملكة لصلاح الدين ١/٣٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>