للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإجماعهم، ما يكشف الغمة، ويزيل اللبس. ومن بقي عليه إشكال، فليرشدنا رحمه الله. ولو أنكم أرسلتم بما عندكم مما يقرر هذا أو يخالفه، وصارت المذاكرة، لا تكشف الأمر من أول وهلة، ولكنكم صممتم على رأيكم، وترك النصيحة/ممن/١ كان عنده علم، واغتر الجاهل، ولم يعرف ما يدين الله به في هذه القضية، وتكلم بغير علم، ووقع اللبس/والخلط/٢ والمراء والاعتداء في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، وهذا بسبب سكوت الفقيه، وعدم البحث، واستغناء الجاهل بجهله، واستقلاله بنفسه.

وبالجملة، فهذا الذي نعتقد وندين به، والمسترشد يذاكر ويبحث، والظالم والمتعدي حسابنا وحسابه إلى الله، الذي تنكشف عنده السرائر، وتظهر فيه مخبآت الصدور والضمائر، يوم يبعث ما في القبور، ويحصَّل ما في الصدور.

وأما ما ذكرتم من التنصل والبراءة، مما نسب في حقي إليكم، فالأمر سهل، والجرح جبار، ولا حرج ولا عار. وأوصيكم بالصدق مع الله، واستدراك ما فرطتم فيه من الغلظة على المنافقين ٣، الذين فتحوا للشرك كل باب، وركن إليهم كل منافق كذاب، وتأملوا قوله تعالى بعد نهيه عن موالاة الكافرين: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ/٤} الآية ٥.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، /إلى يوم الدين/٦.


١ هكذا في المطبوع، وفي جميع النسخ: من.
٢ في "د": والخطأ.
٣ والغلظة على المنافقين، أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلمون تبع له في ذلك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة، الآية: ٧٣] .
٤ هذا الجزء من الآية، زائد في "ب".
٥ سورة آل عمران الآية: "٣٠".
٦ ساقطة في "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>