للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلح وترك الولاية لأخيه عبد الله، فلم آل جهدي في تحصيل ذلك، والمشورة عليه، مع أني قد أكثرت فيذلك حين ولايته، [ولكن رأيته ضيعف العزم، لا يستبد برأيه] ١ فيسر الله قبل قدوم عبد الله بنحو أربعة أيام، أنه وافق على تقديم عبد الله، وعزل نفسه بشروط اشترطها، بعضها غير سائغ شرعا.

فلما نزل الإمام عبد الله ساحتنا، اجتهدت إلى أن محمد/بن/٢ فيصل ٣ يظهر إلى أخيه ويأتي بأمان لعبد الرحمن وذويه، وأهل البلد، وسعيت في فتح الباب واجتهدت في ذلك، ومع ذلك كله، لما ٤ خرجت للسلام عليه، وإذا أهل الفرع وجهلة البوادي، ومن معهم من المنافقين، يستأذنونه في نهب نخيلنا وأموالنا. ورأيت معه بعض التغيير والعبوس، ومن عامل الله ما فقد شيئا، ومن ضيع الله ما وجد شيئا، ولكنه بعد ذلك أظهر الكرامة ولين الجانب، وزعم أن الناس قالوا ونقلوا، "وبئس مطية الرجل زعموا"٥، وتحقق عندي دعوى التوبة، فأظهر لديّ الاستغفار والتوبة والندم، وبايعته على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

هذا مختصر القضية ٦، ولولا أنكم من طلبة العلم، والممارسين الذين يكتفون بالإشارة، وأصول المسائل، لكتبت رسالة مبسوطة، ونقلت من نصوص أهل العلم


١ ما بين المعقوفتين ممسوح في "أ".
٢ في "د": آل.
٣ تقدمت ترجمته في ص ٤٥.
٤ في جميع النسخ والمطبوع: فلما.
٥ مثل عربي، لم أقف على مصدره.
٦ انظر قضية هذه الفتنة في قسم الدراسة، ص ٤٧-٥٢؛ وانظر تمامها في تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد، ص ١٧٩-١٨٦.تاريخ المملكة العربية السعودية، ١/٣٥٩-٣٧٨؛ قلب جزيرة العرب، ص ٣٤٥-٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>