للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفاسد، لم يشكل عليه شيء من هذا، وليس الخطاب مع/ الجهلة/١، والغوغاء، وإنما الخطاب معكم معاشر القضاة والمفاتي، والمتصدون لإفادة الناس، وحماية الشريعة المحمدية. وبهذا ثبتت بيعته، وانعقدت ٢، وصار من ينتظر غائبا لا تحصل به المصالح، فيه شبه ممن يقول بوجوب طاعة المنتظر، وأنه لا إمامة إلا به ٣.

ثم إن حمولة آل سعود، صارت بينهم شحناء وعداوة، والكل يرى له الأولوية بالولايةوصرنا نتوقع كل يوم فتنة، وكل ساعة محنة، فلطف الله بنا وخرج ابن جلوي ٤ من البلدة، وقتل ابن صنيتان ٥ وصار لي إقدام على محاولة عبد الرحمن في


١ في "د": جملة.
٢ انظر: الإمامية العظمى عند أهل السنة والجماعة، لعبد الله بن عمر الدميحي، دار الطيبة الرياض، ط/١، ١٤٠٧هـ ص ٢٢٢؛ والأحكام السلطانية والولايات الدينية؛ لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي "ت٤٥٠هـ"، ط/٣، ١٣٩٣هـ ١٩٧٣م، طبعة الحلبي، ص ١١، ١٥؛ وروضة الطالبين، ١٠/٤٦.
٣ وهذا قول الشيعة الذين يوجبون طاعة المهدي المنتظر، وعطلوا بذلك الجمعة، كما منعوا إقامة إمام للمسلمين، وقالوا: "الجمعة والحكومة لإمام المسلمين". والإمام هذا المنتظر؛ وأن البيعة الشرعية للقائم المنتظر، لذلك يحددون البيعة له كل يوم فيما يسمونه "دعاء المهدي" وفيه: "اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا، وما عشت من أيامي، عهدا أو عقدا أو بيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبدا".
انظر: أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية؛ عرض ونقد، د. ناصر بن عبد الله بن على القفاري، ط/١/١٤١٤هـ-١٩٩٣م، ٢/٨٨٧؛ نقلا عن مفتاح الكرامة؛ كتاب الصلاة، ٢/٦٩؛ ومفتاح الجنان للعباس القمي، ص ٥٣٨؛ والمقالات والفرق لسعد بن عبد الله الأشعري القمي "ت ٣٠١هـ"، تعليق: د. محمد جواد مشكور، مطبعة الحضيري، طهران، ١٩٦٣م، ص ١٩.
٤ هو سعود بن جلوي بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.
٥ هو فهد بن صنيتان؛ "والصنيتان" هو لقب لازم غلب على والده –عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن. اشتهر به طيلة حياته، وكان في الفتنة مع عبد الرحمن بن فيصل، وعاد معه من بغداد إلى الإحساء سنة ١٢٩١هـ، ثم إلى الرياض. وقد فتك به محمد بن سعود بن فيصل وقتله، عام ١٢٩٢هـ، وقد جاء في مشاهير علماء نجد، ص ١١٠: "وقد انقرض آل الصنيتان ولم يبق لعم عقب". انظر: تاريخ المملكة لصلاح الدين المختار ١/٣٧٥، ٣٧٧.
وبعض الحوادث الواقعة في نجد، ص ١٨٨؛ وعلماء الدعوة، لعبد الرحمن بن عبد اللطيف، ص ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>