للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلد، وتوجه عبد الله إلى الشمال، وصارت الغلبة لسعود، والحكم يدور مع علته ١.

وأما بعد وفاة سعود ٢، فقدم الغزاة ومن/ معهم/٣ من الأعراب العتاة، والحضر الطغاة، فخشينا الاختلاف، وسفك الدماء، وقطيعة الأرحام بين حمولة ٤ آل مقرن ٥، مع غيبة عبد الله، وتعذر مبايعته ٦، بل ومكاتبته؛ ومن ذكره يخشى على ماله ونفسه. أفيحسن أن يُترك المسلمون وضعفاؤهم نهبا وسبيا للأعراب والفجار وقد تحدثوا بنهب الرياض قبل البيعة، وقد رامها من هو شر من عبد الرحمن ٧ وأطغى، ولا يمكن ممانعتهم ومراجعتهم، ومن توهم أنِّي وأمثالي أستطيع دفع ذلك، مع ضعفي، وعدم سلطاني وناصري، فهو من أسفه الناس، وأضعفهم عقلا وتصورا.

ومن عرف قواعد الدين، وأصول الفقه، وما يطلب من تحصيل المصالح، ودفع


١ إن الحكم الثابت بالعلة –في باب القياس - يدور مع علته، وجودا وعدما. فحيثما وجدت العلة وجد الحكم، وبزوالها يزول الحكم.
ومعنى قول الشيخ هنا: أن طاعته لأحد الأميرين، كانت تبعا لانتصاب أحدهما –وإن كان يعلم في نفسه المحق من المبطل - فقد كان وجود الإمارة لأحد الأخوين، علة لوجود طاعة الشيخ له، ولكما زالت عمارته، زالت طاعة الشيخ، ووضع يد طاعته فيمن انتصب. انظر في دوران الحكم مع علته: روضة الناظر مع شرحها نزهة الخاطر ٢/٢٨٦-٢٨٧.
٢ تقدم أن وفاته كانت في سنة ١٢٩١هـ.
٣ في "أ" و "د": معه.
٤ الحمولة: تقدم التعرف به في ص ٧٥.
٥ من عشائر نجد، جدها الأعلى مانع المريدي، كان مسكنه في بلدة الدروع من نواحي القطيف. انظر: معجم قبائل العرب، لعمر رضا ٣/١١٣٢.
ويريد هنا "آل سعود"، ينسبهم الشيخ إلى جدهم مقرن، والد جدهم محمد. وهو مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي الحنفي.
[ذكره عبد الرحمن في علماء الدعوة ص ٥٤] .
٦ فقد كان حينذاك في "بادية عتيبة" هو مع أخيه محمد بن فيصل. تاريخ المملكة، لصلاح الدين ١/٣٧٦.
٧ تقدمت ترجمته في ص ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>