للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخوين المكرمين علي بن محمد وابنه محمد بن علي، سلمهما الله تعالى من الأهواء، وحماهما نم طوارق المحن والبلوى. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأحمد إليكما الله، الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل، وهو على كل شيء قدير، والخط وصل، وصلكما الله ما يرضيه، وجعلكما ممن يحبه ويتقيه، وما ذكرتما صار معلوما.

و/ها/ ١ الحوادث والفتن أكثر مما وصفتم، وأعظم مما إليه أشرتم، كيف لا وقد تلاعب الشيطان بأكثر المنتسبين،/وصار/٢ سُلَّما لولاية المشركين، وسببا لارتداد المرتدين، وموجبا لخفض أعلام الملة والدين، وذريعة إلى تعطيل توحيد رب العالمين وإلى استباحة دماء المسلمين، وهتك أعراض عباده المؤمنين. فتنة لا يصل إليها حديث ولا قرآن ٣ ولا يرعوى أبناؤها عما يهدم الإسلام والإيمان، يعرف ذلك من منَّ الله عليه بالعلم والبصيرة، وصار على حظ من أنوار الشريعة المطهرة المنيرة، وعلى نصيب من مراقبة عالم السر والسريرة.

وقد عرفتم مبدأ هذه الفتنة، وأولها، والحكم في أهلها وجندها، ثم صار لهم دولة


= الصامت قال: "دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا، أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا، عندكم من الله فيه برهان". صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٧، الفتن، باب قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} صحيح مسلم، بشرح النووي، ١٢/٤٧٢، الإمارة، باب: وجوب طاعة الأمراء من غير معصية.
١ في المطبوع: وهذه.
٢ كذا في المطبوع، وفي جميع النسخ: وصارت.
٣ أي لا يصل إلى بيان المخرج منها حديث نبوي، ولا قرآن، بنص صريح، لا يحتمل التأويل، فكل فريق مشارك في الفتنة، يتأول نصوصهما بما يجعله المحق، وخصمه المبطل.

<<  <  ج: ص:  >  >>