للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ الإسلام يجب ما قبله ١، وأن التوبة تهدم ما قبلها.

وذكر له أن الواجب السعي فيما يصلح الإسلام والمسلمين.

ثم إنه تغلب سعود على جميع البلاد النجدية، وبايعه الجمهور، وسموه باسم الإمامة. وقد علمت أن الحكم يدور مع علته ٢؛ يثبت بثباتها، وينتفي انتفائها. وهذا نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلى الأخ المكرم الشيخ إبراهيم، ورشيد بن عوين، وعيسى بن إبراهيم، ومحمد بن علي، وإبراهيم بن راشد، وعثمان بن رقيب وإخوانهم سلك الله بنا وبهم سبيل الاستقامة، وأعاذنا وإياهم من أسباب الخزي والندامة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تفهمون أنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة؛ وقد حصل من التفرق والاختلاف، والخوض في الأهواء المضلة، ما هدم من الدين أصله وفرعه، وطمس من الدين أعلامه الظاهرة وشرعه. وهذه الفتنة يحتاج الرجل فيها إلى بصر ناقد عند ورود الشبهات، وعقل راجح عند حلول الشهوات. والقول على الله بغير علم، والخوض في دينه من غير دراية، ولا فهم، فوق الشرك واتخاذ الأنداد معه.

وقد صار لديكم، وشاع بينكم ما يعز حصره واستقاؤه؛ فينبغي للمؤمن الوقوف عند كل همة وكلام، فإن كان لله مضى فيه، وإلا فحسبه السكوت، وقد عرفتم حالنا


١ هذا جزء من حديث عمرو بن العاص، وتمامه: قال: قلت: يا رسول الله، أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام يجب ما قبله، وإن الهجرة تجب ما قبلها". أخرجه الإمام أحمد في مسنده، ٣/٢٠٤، ٣٠٤.
٢ تقدمت هذه القاعدة الأصولية في ص ٨٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>