للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل هذا الحكم الديني يؤخذ من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} ١؛ لأنه لا يحصل القيام بهذا الواجب إلا بما ذكرنا، وتركه مفسدة محضة، ومخالفة صريحة. قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ٢، وفي الحديث: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه"٣. لا سيما وقد نزل العدو بأطرافكم، واستخف الشيطان أكثر الناس، وزين لهم الموالاة، واللحاق بالمشركين، وإسناد أمر الرئاسة إليهم، وأنهم ولاة أمر/يعزلون/٤ ويولون، وينصرون وينصبون، وأنهم جاءوا لنصرة فلان، وكما الشيطان على ألسنة المفتونين، وصاروا بعد التوسم بالدين من جملة أعوان المشركين/المبيحين/٥ لترك جهاد أعداء رب العالمين فما أعظمها من مكيدة، وما أكبرها من خطية، وما أبعدها عن دين الله ورسوله، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وصدر من بعض الإخوان، من الرسائل المشعرة بجواز الاستنصار بهم، وتهوين


وتخريج عبد العزيز الميمني، دار الكتاب العلمية، بيروت، لبنان، ص ١٠. وانظر: بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس، لأبي عمرو يوسف بن عبد البر النمري القرطبي، "٤٦٣هـ" تحقيق: محمد مرسي الخولي، الدار المصرية للتأليف، والترجمة، ١/٣٥٢. ونهاية الأرب، ٣/٦٢؛ والعقد الفريد، ١/١٠، وفي البهجة: "لا يصلح القوم" بدل من "لا يصلح الناس".
١ سورة آل عمران الآية "١٠٣".
٢ سورة: المائدة الآية "٢".
٣ صحيح مسلم، بشرح النووي، ٩/١١٠، الحج، باب فرض الحج، واللفظ له، سوى اختلاف يسير في نهايته، ففي مسلم: "فدعوه" بدل "فاجتنبوه". وأخرجه بغير هذا اللفظ في الفضائل، ١٥/١١٨، باب توقيره صلى الله عليه وسلم؛ صحيح البخاري مع الفتح ١٣/٢٦٤؛ الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ سنن النسائي، ٥/١١٠-١١١؛ مناسك الحج، باب وجوب الحج، سنن ابن ماجه، ١/٥؛ المقدمة، باب إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٤ في المطبوع: يعرفون.
٥ في "د": والمبيحين. بزيادة واو.

<<  <  ج: ص:  >  >>