للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ١، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٢. فتأمل قوله: {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فإن هذا الحرف؛ وهو "إن" الشرطية، تقتضي نفي شرطها، إذا انتفى جوابها، ومعناه: إن من اتخذهم أولياء، فليس بمؤمن. فعليكم بتقوى الله، ولزوم طاعته، والعمل لوجهه واحذروا أن يضيع الإسلام لديكم، أو يلتبس الحق عليكم، فتزل قدم بعد ثبوتها، وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ٣. نسأل الله لنا. ولكم الثبات في الأمر، /والعزيمة/٤ على الرشد، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ٥، وأن لا/ينزع/٦ عنا ما منَّ به /علينا/٧ من الإيمان والتوحيد، بعد ما تفضل علينا وأعطانا.

وقد وعد الله عباده المؤمنين، وحزبه المفلحين بالنصر والظفر وحس العاقبة، قال تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ٨، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ٩، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} ١٠.

ولقد كتبنا هذا تذكرة، ولم يبلغنا عنك في فتنة عران، ما يوجب اتهامك ولكن


١ سورة المائدة، الآيات "٧٨-٨١".
٢ سورة المائدة، الآية: "٥٧".
٣ هذا اقتباس من قوله تعالى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: ٩٤] .
٤ في المطبوع: والاستقامة.
٥ أصل هذا الدعاء، قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: ٨] .
٦ في "د": يزيغ.
٧ ساقط في "ب"، و "ج"، "و "د".
٨ سورة الصافات الآية "١٧٣".
٩ سورة النحل، الآية "١٢٨".
١٠ سورة التوبة الآية: "١٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>