للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "نظرك إلى وجه العالم خير لك من ألف فرس تتصدق بها ١ في سبيل الله، وسلامك على العالم خير لك من عبادة ألف سنة"٢.

كذلك قوله: "إن العالم/أوالمتعلم/٣ إذا مر على قرية، فإن الله يرفع العذاب عن مقبرة تلك القرية أربعين صباحا"٤.

وقوله: "إن الله يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل".

فهذه الآثار ونحوها، ليست بشيء عند أهل العلم بالحديث، ولا يحتج بها ويعول عليها من له أدنى تمييز /أو ممارسة/٥؛ وإنما يلتفت إليها ويحكيها أهل الجهالة والسفاهة من القصاصين والكذابين.

وأما أهل العلم والدين: فمجرد النظر إليها، والوقوف عليها، يعرفون أنها من الأخبار الموضوعة المكذوبة التي لا تروج إلا على سفهاء الأحلام، وأشباه الأنعام وقد ورد في فضل العلم والعلماء من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ما ينيف ٦ على مائة وخمسين دليلا، كما قرره صاحب "مفتاح دار السعادة"٧ وقد مر صلى الله عليه وسلم في رهط من أصحابه، وهم سادات العلماء والمتعلمين على قبرين يعذبان، فشق


١ في أ: "ب".
٢ ورد في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس مرفوعا بمعناه: "نظرة إلى وجه العالم أحب إلى الله من عبادة ستين سنة صياما وقياما". وسمعان أحد الوضاعين. قال السخاوي في المقاصد الحسنة، ص ٦٩٦: "لا يصح".
وانظر: الأسرار المرفوعة، ص ٣٥٦؛ وكشف الخفاء، ٢/٣١٨.
٣ في أ: "والمتعلم".
٤ قال السيوطي عن هذا الحديث: "لا أصل له". انظر: الأسرار المرفوعة، ص ١٤٢؛ وكشف الخفاء، ١/٢٢١.
٥ في ب وج: وممارسة.
٦ في أ: "ما ينوف".
٧ انظر مفتاح دار السعادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>