للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جريدة ووضعها عليهما وقال: "لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا" ١ ولم يقل لمروري ومرور أصحابي عليهما يخفف عنهما، كما زعمه هذا الجاهل.

وكأي من قرية عُذبت، وأتاها أمر الله بغتة، وأنبياؤهم وعلماؤهم قبل ذلك يدعونهم، وهم ينظرون إلى وجوههم، ويخاطبونهم، ويسمعون كلامهم، فما أغنى عنهم ذلك إذ لم يؤمنوا بآيات الله، وأصابهم من العذاب ما أصابهم ٢.

وكان الأولى بهذا الرجل أن لا يخوض فيما لا يدريه، وأن يعطي القوس باريه ٣. شعرا/

لا يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيها

وأما قوله: إن في الحديث: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" ٤. فهذا الحديث لم يثبته الحفاظ من أهل العلم؛ بل ذكروا أنه موضوع. قال ابن عبد البر إمام المغرب في وقته، وحامل لواء المالكية في زمانه: "حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد ٥


١ في أ: "تيبسا" والمثبت من ب ومصادر التخريج والحديث أخرجه مسلم في الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه "ج/٢٩٢".
٢ في أ: "وأصابهم ما أصابهم من العذاب".
٣ مثل عربي تقدم في ص ٨٣٤.
٤ أخرجه ابن عبد البر في: جامع بيان العلم وفضله، ٢/٩١؛ وابن حزم في الإحكام، ٦/٢٤٣و٢٤٤، وكلاهما من طريق سلام بن سليم عن الحارث بن غضين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا.
قال ابن عبد البر: "هذا إسناد لا تقوم به حجة، لأن الحارث بن غضين مجهول" وقال ابن حزم: وأما الرواية: "أصحابي كالنجوم" فرواية ساقطة. ثم ساق الحديث بسنده ثم قال: وأبو سفيان ضعيف، والحارث بن غضين هذا هو أبو وهب الثقفي، وسلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة، وهذا منها بلا شك".
وذكر الحافظ الذهبي في الميزان، ١/٤١٣، تحت ترجمة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، نحوا من هذا الحديث من رواية أبي هريرة، وقال: "ومن بلاياه عن وهب ابن جرير عن أبيه ... " فذكره.
٥ في ب وج: "سعد".

<<  <  ج: ص:  >  >>