للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبي الذرية وقالوا إنما يفعل هذا الملوك المسلطون، وحكاياتهم في ذلك معروفة مشهورة عند أهل العلم، ويكفي في ذلك قوله – تعالى-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ١ الآية.

وأما قوله: "أما رجفوا أهل الحرم". فلا يخفى أن الذي جرى في الحرمين، من أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو: هدم القباب التي أسست على معصية الله ورسوله، وصارت من أعظم وسائل الشرك وذرائعه، وكسروا آلات التنباك وسائر المسكرات وألزموا الناس المحافظة ٢ على الصلوات في الجماعات، ونهوا عن لبس الحرير، وألزمهم بتعلم أصول الدين، والالتفات إلى ما في الكتاب والسنة من أدلة التوحيد وبراهينه، وقرروا الكتب المصنفة في عقائد السلف أهل السنة والجماعة في باب عرفة الله بصفات كماله، ونعوت جلاله، وقرروا ٣ إثبات ذلك من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل، وأنكروا على من قال بقول الجهمية في ذلك، وبدَّعوه وفسَّقوه، فإن كان هذا إرجافا للحرم فحبذا هو، وما أحسن ما قيل:

وعيَّرني ٤ الواشون أني أحبها ... وتلك شكاة ظاهر عنك عارفا

وقد أمر الله – تعالى - من خاض في مثل هذا أن يتكلم بعلم وعدل، كما قال – تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} ٥ الآية.

وهذا الرجل كلامه جهل محض وجور ظاهر، وأصله الذي يرجع إليه هو الانتصار للنفس والهوى، لا لنصر الحق والهدى.


١ سورة النساء: الآية "٥١".
٢ في "ب": "بالمحافظة".
٣ في "أ": "وقد روي".
٤ في "أ": "وغيرها".
٥ سورة النساء: الآية "١٣٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>