والصحيح في النقل عنه أنه واقع بين الشرائع بعضها مع بعض ولكنه غير واقع في الشريعة الواحدة. وبذلك يكون أبو مسلم مع الجمهور في أن النسخ واقع وإنما قلنا أن النقل الأخير هو الصحيح عنه لأنه هو الذي يتفق مع ما أجمع عليه المسلمون من أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ناسخة لجميع الشرائع السابقة ولا يسع أبو مسلم أن يخالف هذا الإجماع. أما اليهود فقد انقسموا إلى فرق ثلاث: ١ - قرقة الشمعونية ةهذه الفرقة ترى أن النسخ محال عقلا وسمعا. ٢ - فرقة العيسوية وترى أن النسخ جائز عقلا وواقع شرعا ولكن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ليست ناسخة لشريعة موسى وإنما هي خاصة ببي إسماعيل. ٣ - فرقة العنانية: النسخ جائز عقلا ولكنه غير واقع سمعا. انظر نهاية السول ٢/٥٥٤, ٥٥٥ إحكام الأحكام ٣/١٦٥ المحصول ١/٥٣٢, ٥٣٣ روضة الناظر ٦٩ المستصفى ١/١١١ أصول الفقه للشيخ أبو النور زهير ٣/٣٨.