للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولست أجزيك الجزاء الذي ... على وفاء الصنع لا بخسه

وليس يبكي صاحبًا من إذا ... أهين لا يبكي على نفسه

على أني بالرغم أصبح في نهار أحلك من ليل، وأمسى في ليل أشق على النفس من ويل.

وليل كموج البحر أرخى سدوله ... علي بأنواع الهموم ليبتلي

فإن تخلصت من لقائك فإلى الشقاء، وإذا لجأت من عسفك فإلى العناء، وإذا استجرت بفراقك فإلى الرمضاء، وكأنك لم تدر أن دولة الحسن سريعة التفويض، وأنه لا بد من هبوط العمر إلى الحضيض، ولسوف تبلى بعارض، بيد أنه غير ممطر، وبساعة مقبلك فيها مدبر، وستصبح عما قريب قد عفت رسومك، ولم تجد في الصحبة من يسومك، والعاقل من لا يخال بنفسه، ولا يبني على غير أسه، فإنك ما نضدت لؤلؤة مبسمك، ولا نضرت صورة معصمك، ولا شئت فخلقت كما تشاء، ولا اتخذت عند الله عهدا، وهذا الوفاء، ولكن مثلك من أفرغه الله في القالب الذي اختار، وجعله مرتبع النفوس ومسرح الأبصار، وإني أيها العزيز قد تقدمت إليك.

ولي أمل قطعت به الليالي ... أراني قد فنيت بها وداما

فلا تحرمني من سائغ الود وسابغه، ولا تجعلني كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه، وما هو ببالغه.

فأشد ما لقيت من ألم الجوى ... قرب الحبيب وما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق ظهورها محمول

فأعمل في يومك لغدك، واستجز غيرك ببسط يدك، ولا تأخذني بجرما الجاني المتلبس، بيد أني أناشدك الذي يلي العاشق بالمعشوق، وكلفه في الحب بيض الأنوق، وسهدت طرفه بنواعس العيون، وخول للحسن إذا أراد شيئًا أن

<<  <   >  >>