للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[نصايف اليازجي]

...

ناصيف اليازجي:

خذ مثلًا ناصيف اليازجي "١٨٠٠-١٨٧١"، وكان معاصرًا لرفاعة الطهطاوي نجده يحرص على كتابة المقامات، حتى بلغت ستين مقامة جمعها في كتاب سماه "مجمع البحرين" طبع لأول مرة ببيروت سنة ١٨٥٦، وبينما كان النثر يتطور في مصر، ويسير بخطى واسعة نحو التحرير والانطلاق، كان لا يزال أسلوب المقامة سائدًا في بلاد الشام، وكان القوم يعدونه مجتلى فخارهم بمعرفة ذخائر اللغة وغريبها، وقدرتهم الفائقة على محاكاة الحريري، والقاضي الفاضل والسيوطي في أسجاعهم، يقول الشيخ ناصيف في مستقل مقامته الخزرجية: "قال سهيل بن عباد، دخلت بلاد العرب، في التماس بعض الأرب، فقصدت نادى الأوس والخزرج، لأتفرج وأتخرج، وآخذ من ألسنتهم بعض المنهج، فلما صرت في بهرة النادي، أخذ بمجامع فؤادي، فجلت بين القوم ساعة، وأنا أحدق إلى الجماعة، وإذا شيخنا ميمون بن خزام، قد تصدر في ذلك المقام، وهو يقول: من أراد أن يعرف جهينة أو شاعر مزينة، فليحضر ليسمع ويرى، فإن كل الصيد في جوف الفرا، فعمد إليه رجل وقال، أطرق كرى، إن النعامة في القرى، فقال الشيح: كل فتاة بأبيها معجبة، فكن سائلًا أو مسئولًا لنرى ما في القداح من الأنصبة ... إلخ"

<<  <   >  >>