- أنا أردت أن أنصح المرأة فأفسدتها كما تقول، وأنت أردت أن تحيي الإسلام فقتلته، إنك فاجأت جهلة المسلمين بما لا يفهمون من الآراء الدينية الصحيحة، والمقاصد العالية الشريفة، فأرادوا غير ما أردت، وفهموا غير ما فهمت، فأصبحوا ملحدين بعد أن كانوا مخوفين، وأنت تعلم أن دينا خرافيًا خير من لا دين، أولت لهم بعض آيات الكتاب، فاتخذوا التأويل قاعدة حتى أولوا الملك والشيطان والجنة والنار، وبينت لهم حكم العبادات وأسرارها، وسفهت لهم رأيهم في الأخذ بقشورها دون لبابها، فتركوها جملة واحدة، وقلت لهم: إن الولي إله باطل، والله إله حق، فأنكروا الألوهية حقًّا وباطلًّا".
وهكذا كان موقف المنفلوطي في قضايا عصره الاجتماعية والدينية، متدينا يريد الخير للمجتمع، ويفهم الدين فهمًا صحيحًا، ويحارب الفساد والانحراف والزيغ في العقيدة١، ويندد بآفات المدنية الحديثة، ويدعو إلى عدم التعصب وإلى التسامح والتزام روح الشرع وأسراره وحكمه، متأثرًا بنشأته ووراثته ودراسته، وتلمذته للإمام محمد عبده".
١ انظر "دمعة على الإسلام"، ج٢ ص٥٤، وانظر الصندوق "ضريح السيد البدوي" ج٢ ص ٢٣ من كتاب النظرات.