للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذا فيجب أن تطيع النبي في كل ما أمر به، فإن كان واجباً كالصلاة فطاعته بأن تعتقد وجوب ذلك، وتعمل به.

وإن كان ما أمر به مستحباً فطاعته بأن تعتقد أن هذا من الدين، وأنه مستحب، وأن تحرص على العمل به.

٣ - تصديقه فيما أخبر عنه: سواء كان عن الماضي، كذكره لأخبار الأمم السابقة، أو عن المستقبل، كذكره لما يكون في آخر الزمان، وما يكون في يوم القيامة، فهو الصادق المصدوق، وأمين الله على وحيه، فكل شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولا خُلف.

٤ - اجتناب ما نهى عنه النبي : كالربا والزنا وغيرها، قال تعالى: ﴿وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: ٧)، وفي حديث أبي هريرة أن النبي قال «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى» (١).

٥ - وهو داخل فيما سبق، لكنه يذكر باستقلاله لأهميتة، وهو أن لا تعبد الله إلا بما شرع النبي .

فمن أخلّ بواحدة من هذه الأمور لم يحقق الشهادة.

والإخلال في أحد هذه الأمور قد يخرجه من الدين، وقد يبقى معه أصل الدين، ولكنه ينقص ثوابه

مثال ذلك: من لم يجتنب ما نهى عنه النبي من الشرك فهو غير مسلم، لكن من لم يجتنب ما نهى عنه من المحرمات، فهو مسلم لكنه آثم.


(١) أخرجه «البخاري» (٧٢٨٠).

<<  <   >  >>