للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد ذكر أنه ترك الزكاة، ثم قال بعد ما ذكر تعذيبه «فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ».

* قوله: (الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الإِيمَانُ: وَهُوَ: بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَعْلاهَا قَوْلُ لا إله إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِيمَانِ.

وَأَرْكَانُهُ سِتَّةٌ: كما في الحديث: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشرهِ».

وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذِهِ الأَرْكَانِ السِّتَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ (البقرة: ١٧٧).

ودليل القدر: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (القمر: ٤٩)).

* بعدما انتهى الحديث عن المرتبة الأولى من مراتب الدين أشار المؤلف للمرتبة الثانية، وهي الإيمان، والكلام عنها في مسائل:

المسألة الأولى: تعريف الإيمان.

الإيمانُ في اللغة: التصديقُ الجازم.

وشرعاً: هو اعتقاد وقول وعمل.

اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.

ولابد من هذه الثلاث، فلا يكفي في الإيمان أن يعتقد بقلبه ولا ينطق بلسانه، ولا يكفي في الإيمان أن يعتقد بقلبه وينطق بلسانه ولا يعمل، بل لابد من الثلاثة.

وبعضهم عرّفه فقال هو: اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، وهذا بمعنى الأول.

<<  <   >  >>