للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (ودَلِيلُ التَّوَكُلِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (المائدة: ٢٣)، وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ (الطلاق: ٣)).

* ذكر المؤلف عبادة التوكل، والكلام عليها في أربع مسائل:

المسألة الأولى: التوكل هو الاعتماد:

وأما تعريفه في الشرع فهو: صدق الاعتماد واللجأ إلى الله بجلب النفع ودفع الضر مع فعل الأسباب.

فالتوكل هو أن تصدق في اعتمادك على الله، باعتقادك أنه هو الذي يجلب النفع، وهو الذي يدفع الضر، مع فعلك للأسباب.

* ويتبين في التعريف أن التوكل الصحيح يجمع ركنين:

الأول: أن تفوّض أمرك لله، فتعتقد أن التدبير من الله، فالشفاء والرزق وغير ذلك من الأمور هي من الله، فهو الذي بيده كل شيء، والخلق ما هم إلا أسباب.

الثاني: أن تفعل السبب، فلا تكتفي بقولك (إني توكلت على الله) ولا تفعل السبب! وإنما التوكل أن تفعل السبب وتعتقد أنه سبب فقط.

مثال ذلك: حينما يصاب الإنسان بمرض، فتحقيقه للركن الأول أن يعتقد أن الشفاء من الله، وتحقيقه للركن الثاني يكون بأن يفعل السبب، فيذهب إلى الطبيب ويتناول الدواء، ويعتقد أن هذا الطبيب ما هو إلا سببٌ، وأن الشافي هو الله، ليس الراقي ولا الطبيب ولا العلاج ونحو ذلك.

<<  <   >  >>