للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (وَدَلِيلُ الْخَوْفِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٧٥]).

* ذكر المؤلف عبادة أخرى من العبادات، وهي الخوف، والكلام عليها في أربع مسائل:

المسألة الأولى: تعريف الخوف:

الخوف: هو انفعال وانزعاج وتألم يعرض للقلب بسبب توقع مكروه أو نزول مصيبة ومكروه، وهذا الخوف عبادةٌ من أعظم العبادات التي يتعبد العبد بها لله تعالى، وقد حث الله عليها فقال: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: ١٧٥).

وما دام أن الخوف عبادة، فإن المؤمن لا ينبغي أن يخاف إلا من الله، والخوف يكون عبادة إذا كان مصحوباً بالتعظيم لله والتذلل له واستشعار أن الله ﷿ بيده التدبير، وبيده العقاب، والنعيم.

وثمرة الخوف: القرب من الله، وترك المعصية، والرغبة في الطاعة، فأما خوفٌ مجرد من ذلك فلا ثمرة فيه.

المسألة الثانية: إذا تقرر أن الخوف المصحوب بالتعظيم لله تعالى عبادة، فالخوف من غير الله قد يكون شركاً، لكن لا بد أن تعلم أنه ليس كل خوف من غير الله يكون شركاً، فالمرء قد يخاف من عدو، وقد يخاف من الظلمة، بل إن المرء مفطور على الخوف مما يجهله، فموسى خاف من الحية حتى قال الله ﷿ له: ﴿لَا تَخَفْ﴾ (طه: ٦٨)، وخاف من فرعون فقال الله له ولهارون: ﴿لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ (طه: ٤٦).

<<  <   >  >>