للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضى أَنْ يُشركَ مَعَهُ أَحَدُ فِي عِبَادَتِهِ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨]).

هذه المسألة الثانية التي ذكرها المصنف، والمراد بها: أنك إذا عرفت أن الله خلقك للعبادة، فطريق تحقيقك لعبادة الله هو أن توحده سبحانه وتفرده بالعبادة، فتجعل قصدك ووجهتك في أعمالك وعباداتك وجه الله ﷿، ولا تشرك معه أحداً، ولو كان ملكاً، وليس أي ملك، وإنما ملكٌ مقربٌ، كجبريل، وحتى ولو كان نبياً رسولاً، جمع بين النبوة والرسالة، وإذا عرفت أنه حتى هؤلاء لا يشركون مع الله في العبادة، فغيرهم من باب أولى.

* وحقيقة العبادة:

لغة: «مأخوذة من التذلل والخضوع، والعِبَادَةُ: بالكسر الطَّاعةُ، وقال بعضُ أَئِمَّةِ الاشتقاق أَصْلُ العُبُودِيّةِ الذُّلُّ والخُضُوعُ» (١)، يقال: طريق مُعَبّد: أي مذلّل، أي وَطَّأَتْهُ الأقدام وذَلَّلَتْهُ بكثرة المشي عليه.

قال القرطبي: «سميت وظائف الشرع على المكلفين عبادات؛ لأنهم يلتزمونها ويفعلونها خاضعين متذللين لله تعالى» (٢).

وأما في الاصطلاح فلها نظران:

١) العبادة بمعنى التَّعَبُّد وهي فعل العابد: تفسر بالتذلل والخضوع لله


(١) انظر: «تاج العروس» (٨/ ٣٣٠).
(٢) انظر: «المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم» لأبي العباس القرطبي (١/ ٩٦).

<<  <   >  >>