وإذا أطلق العلم فإن المراد به العلم الشرعي، واعلم أن أول واجب على الإنسان أن يتعلم أحكام دينه فكان لزاماً على المسلم أن يتعلم ليتعبد لربه ﷾ على بصيرة، فلا يصح إسلام وتعبّدٌ حتى تتعلم التوحيد لله؛ لتعبده بلا إشراك وبعد هذا يتعلم بقية الشرائع والواجبات.
٢/ العلماء يذكرون أن أول واجب على المكلفين هو: أن يتعلم توحيد الله تعالى، وهذا يكون بمعرفة معنى لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
وقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يصح أن يقلد في اعتقاده فيقول: أنا أعتقد كما يعتقد فلان، بل يجب عليه أن يعرف ماذا يعتقد في دينه.
ولكن ذهب الجماهير من أهل العلم إلى جواز التقليد في العقائد لمن لا يعرف، ونُقِلَ عن الأئمة الأربعة، ونسبه شيخ الإسلام ﵀ إلى جمهور الأمة، قال ﵀: «أما في المسائل الأصولية فكثير من المتكلمة والفقهاء من أصحابنا وغيرهم من يوجب النظر والاستدلال على كل أحد وأما جمهور الأمة فعلى خلاف ذلك، فإن ما وجب علمه إنما يجب على من يقدر على
(١) انظر: «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية».