يعتقد أهل السنة أن النبي ﷺ مات، بعدما أدى الأمانة، وأنه بشرٌ، وجميع البشر يموتون.
والدليل على موته: قوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ (الرحمن: ٢٦)، وقوله: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (الزمر: ٣٠)، وقوله: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ (الأنبياء: ٣٤)، ولحديث عائشة ﵂ أن أبا بكر ﵁ أقبل على فرسٍ من مسكنه بِالسُنْح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله ﷺ وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال:«بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك، فقد متها»(١).
ولأجل هذا كله فقد أجمعت الأمة على موته ﷺ، وكفنه الصحابة ودفنوه.
وهذا الأمر خالف فيه بعض الصوفية الخرافية، الذين يرون أن النبي ﷺ لم يمت، وأنه موجود، وأن مشايخ الصوفية يتلقون عنه مباشرة ويجتمعون به.
ولا شك أن هذا ضلال عظيم، لا يرضاه عقل ولا يصدقه نقل، ولكنه الضلال والهوى نسأل الله العافية والهدى.
وأما ما ورد من أنه ﷺ يردّ على من سلم عليه في قبره، وأنه رأى الأنبياء حين عرج به إلى السماء: فهذه حياة برزخية، وهي تختلف عن الحياة الدنيا،