للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (وَبَعْدَ الْعَشر عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَفُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَواتُ الْخَمْسُ، وَصَلَّى فِي مَكَّةَ ثَلاثَ سِنِينَ).

بعدما دعا النبي في مكة عشر سنين، حصلت له أحداثٌ عسيرة، أولها موت عمه أبي طالب، وهو نصيره أمام زعماء مكة، ثم موت زوجته خديجة وهي نصيره في البيت، فأراد أن يبحث عن بيئة جديدة للدعوة، وخرج للطائف، فقوبل بالصدود من عقلائها، والحجارة والطرد من سفهائها، ورجع مرة أخرى للأرض التي لم يلق من أغلب أهلها إلا الإعراض وهي مكة، فحزن النبي لذلك، فأراد الله أن يسلّيه، ويظهر له معيته، ويبين له أنه إن طرد في الأرض، فإن أبواب السماء تفتح له، فجاءت حادثة الإسراء والمعراج، وقد ثبتت في أحاديث كثيرة، ومنها حديث أنس بن مالك، أن رسول الله قال: «أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه»، قال: «فركبته حتى أتيت بيت المقدس»، قال: «فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء»، قال: «ثم دخلت المسجد، فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل : اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بآدم، فرحب بي، ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية، فاستفتح جبريل ، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم، ويحيى بن زكريا، صلوات الله عليهما، فرحبا ودعوا لي بخير، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة،

<<  <   >  >>