للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ (الزمر: ٥٤)).

* ذكر المؤلف عبادة أخرى، وهي الإنابة، والكلام عليها في مسألتين:

المسألة الأولى: تعريف الانابة:

الإنابة لغة: هي الرجوع، فإذا أناب الإنسان فإنه رجع.

وشرعاً: الرجوع إلى الله بفعل الأوامر واجتناب النواهي.

قال ابن القيّم: «الإنابة الإسراع إلى مرضاة الله مع الرّجوع إليه في كلّ وقت، وإخلاص العمل له» (١).

والإنابة عبادة وقربة يتقرب بها العبد لربه سبحانه، فيكون رجاعاً إلى الله، منيباً إليه، مسلّماً له ومستسلماً لأحكامه وأقداره، قال الله تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ (الزمر: ٥٤).

المسألة الثانية: ذكر ابن القيم أن الإنابة نوعان:

١) إنابةٌ لربوبية الله: وهي إنابة المخلوقات كلها، ويشترك فيها المؤمن والكافر، والبّر والفاجر، قال الله: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ﴾ (الزمر: ٨)، فترى حتى الكفار -كما ذكر الله عنهم- إذا دعوا الله دعوه بإنابة وإخلاص ورجوع، فهذا يعّم كل داعٍ أصابه ضرٌّ كما هو الواقع، ولكن الإنابة لربوبية الله لا تكفي، بل لابد أن ينبني على ذلك أمرٌ آخر، وهو:

٢) الإنابة لألوهية الله: فتكون منيباً لله إنابةً مبنيةً على محبتك لله، وخضوعك له، والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه سبحانه، فهذه هي الإنابة التي هي العبادة، والتي يتقرب بها العبد لربه» (٢).


(١) انظر: «مدارج السالكين» (١/ ٤٦٧).
(٢) انظر: «مدارج السالكين» (١/ ٤٣٣) بتصرف.

<<  <   >  >>