للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* قوله: (الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا، وَرَزَقَنَا، وَلَمْ يَتْرُكْنَا هَمَلا، بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً، فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (١٦)(المزمل: ١٥ - ١٦)).

* هذه المسألة الأولى التي ذكرها المؤلف ، والكلام عليها في ثلاث مسائل:

المسألة الأولى: قد بين المؤلف في هذه المسألة الحكمة والمقصد من خلق الله عزو جل للناس، وبين فيها طريق تحقيق هذا المقصد.

فأما الحكمة والمقصد والغاية التي أوجد الله ﷿ لأجلها العباد، فهي أنه أوجدهم لكي يعبدوه سبحانه، فالله ما خلق الخلق عبثاً، ولم يوجدهم سدىً، قال تعالى: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ (المؤمنون: ١١٥) كلا، بل حاشا الله سبحانه أنه يصنع شيئاً لغير حكمة، وإنما أوجدهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: ٥٦)، ولأجل هذه الحكمة خلق الأرض، والجبال، وسخر الأشياء لابن آدم، ليتفرغ هو لعبادة ربه سبحانه، ولأجل هذا تأتي في القرآن آيات عديدة فيها أن الله خلق الأشياء، وذرأها، وسواها، وسخرها، لبني آدم، أما ابن آدم فما خلق إلا لشيء واحد، وأمر عظيم، ومقصد شريف، وهو أن يتعبد لله سبحانه.

وإذا عرفت أن هذا المقصد -وهو عبادة الله تعالى- فما هو الطريق لتحقيق هذا المقصد وهذه الغاية؟

الطريق لتحقيق العبادة: هو أن تتبع الرسول في أوامره، وتجتنب نواهيه، فهو الطريق الذي به نعرف أحكام ربنا، ونتعبد لربنا على بصيرة كما

<<  <   >  >>