وثانياً: أن تعتقد أن الله قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (القمر: ٤٩)، ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣)﴾ (القمر: ٥٢ - ٥٣).
وثالثاً: أن تعتقد أنه ما يحدث في الكون من شيء، إلا وهو بمشيئة الله سبحانه.
ورابعاً: أن تعتقد أن جميع المخلوقات قد خلقها الله تعالى، وخلق أعمالها: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (الزمر: ٦٢).
وهذه المراتب الأربع هي مراتب الإيمان بالقدر.
والمراد: أن هذه الأركان الستة هي أركان الإيمان، كما ورد في حديث جبريل الآتي
* فإن قيل: قد ورد في الحديث أن النبي ﷺ ذكر خصال الإيمان وشعبه فقال: «الإيمان بضع وسبعون شعبه»، وهنا ذكر الأركان الستة، فكيف نجمع بينهما؟.
= الجواب أن يقال: الإيمان من ناحية الاعتقاد ستة أركان، وأما من ناحية العمل وأنواعه فإنه كما ورد في الحديث:«الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً»(١).
المسألة الرابعة: ورد في الحديث شعب الإيمان، فما المراد بشعبه، وما عددها؟
- أما عددها: فقد ورد الحديث على وجهين: (بضع وستون) (بضع