للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكملاً لغيره، وكماله بإصلاح قوتيه العلمية والعملية، فصلاح القوة العلمية بالإيمان، وصلاح القوة العملية بعمل الصالحات، وتكميله غيره بتعليمه اياه وصبره عليه وتوصيته بالصبر على العلم والعمل فهذه السورة على اختصارها هي من أجمع سور القرآن للخير بحذافيره، والحمد لله الذي جعل كتابه كافياً عن كل ما سواه، شافياً من كل داء، هادياً الى كل خير» (١).

الثانية: قال العلماء: في هذه السورة وعيد شديد، وذلك لأنه تعالى حكم بالخسار على جميع الناس، إلا من كان آتيا بهذه الأشياء الأربعة، وهي: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والنجاة معلقة بمجموع هذه الأمور.

وقد كرر التواصي في الآية، للتأكيد والاهتمام، فتضمن الإيصاء الأول (وتواصوا بالحق) الدُّعَاءَ إِلَى اللَّهِ، والثاني (وتواصوا بالصبر) الثباتَ عليه، فالأول: أمرٌ بالمعروف، والثاني: نهيٌ عن المنكر.

الثالثة: إن قيل: كيف يقول الشافعي أن الناس تكفيهم هذه السورة، والله سبحانه أنزل القرآن فيه الأحكام والمواعظ والأخبار مما لا يغني بعضه عن بعض؟

فالجواب: أراد أن هذه السورة تكفيهم في الوعظ، قال العثيمين : «فكل إنسان عاقل يعرف أنه في خُسر إلا إذا اتصف بهذه الصفات الأربع، فإنه سوف يحاول بقدر ما يستطيع أن يتصف بهذه الصفات الأربع، وإلى تخليص نفسه من الخسران» (٢)، وقال أيضاً: «وليس مراده أن هذه السورة كافية للخلق في جميع الشريعة» (٣).


(١) انظر: «مفتاح دار السعادة» (١/ ٥٧).
(٢) انظر: «تفسير جزء عم» للعثيمين (ص ٣١٣).
(٣) انظر: «شرح ثلاثة الأصول» للعثيمين (ص ٢٧).

<<  <   >  >>