= فليكن جوابك: ربي الله، ثم زاد المؤلف ذلك إيضاحاً بقوله: الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه، أي أنه سبحانه هو الذي أجزل علي النعمة، وربى جميع العالمين بنعمه، وجميع الخلق هم داخلون تحت نعم الله ﷾، لا يستغني أحد عن إنعامه، فمن الناس من يرزقه الله النعم الدينية والدنيوية، ومن الناس من يرزقه النعم الدنيوية فقط، لكن الجميع يتنعم بنعم الله ﷾، قال الله: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ (النحل: ٥٣).
ثم قرر أن هذا المعبود سبحانه هو معبودي وليس لي معبود سواه، فكونك تعرف أن الله هو الذي أجزل لك النعم، هذا لا يكفي، بل لابد أن تعلم أنه هو المعبود الذي ليس لك معبود سواه، وتقرّ بذلك بلسانك وأفعالك فلا تتوجه لغيره بشيء من العبادات.
المسألة الثالثة: استدل المؤلف على هذا الكلام الذي قرره بقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الفاتحة: ٢)، ثم قال: وكل ما سوى الله ﷾ عالم.
والمعنى: أن الله خلق في الأرض أنواعاً متعددة من العوالم، أو العالمين (١)، فالجن عالم، والإنس عالم، والحيوانات كل واحدة منها عالم، عالم الطير، وعالم الزواحف، وهكذا، من أنواع أعلمها وأخرى لا أعلمها، وأنواعٍ يعلمها الناس، وأنواع لا يعلمها أحد من الناس، لكن أنا واحد من واحد من أنواع هذه العوالم، وهذا يدلك على أمرين:
١. أنه ضعيف، فهو لا شيء أمام عظم وكثرة مخلوقات الله تعالى.
٢. أنه داخل تحت قول الله ﷿: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الفاتحة: ٢)، وحينها فهو عبد مربوب لله ﷿.