للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأسباب تتعلق بموقفهم من خلافة الشيخين ورفضهم لها. يقول أبو الحسن الأشعري: وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر (١) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد نقله لرأي الأشعري هذا: (قلت: الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشام بن عبد الملك) (٢) . وهذا الرأي لابن تيمية يعود لرأي الأشعري لأنهم ما رفضوا زيداً إلا لما أظهر مقالته في الشيخين ومذهبه في خلافتهما، فالقول بأنهم سموا رافضة لرفضهم زيداً أو لرفضهم مذهبه ومقالته مؤداه - في نظري - واحد.

ولكن شيخ الإسلام راعى في التصويب والتفريق المسألة التاريخية لظهور لقب الرافضة وارتباطه بتلك الحقبة.

وهذه الفرقة تسلك مسلك المعتزلة في عقائدها وتنفرد بعقائد وآراء في الإمامة، والصحابة، والقول بالرجعة، والغيبة وغيرها، وبمصادر خاصة بها تتلقى منها عقائدها ودينها - كما سيأتي -. وهذه الطائفة هي الفرقة الشيعية الكبرى في عالمنا اليوم ولها أتباعها وأنصارها في إيران ولهم في الدولة وفي العراق، والقطيف ولبنان والكويت وباكستان والهند (٣) وليس في مصر ولا في شمال أفريقية شيعة (٤) .


(١) «مقالات الإسلاميين» : (١/٨٩) وانظر في سبب التسمية بالرافضة أيضاً: الشهرستاني «الملل والنحل» : (١/١٥٥) ، «اعتقادات فرق المسلمين والمشركين» : ص ٧٧، الإسفراييني: «التبصير في الدين» : ص ٣٤، وهناك رأي يقول: (إنما سموا الروافض لكونهم رفضوا الدين) هامش «مقالات الإسلاميين» : (١/٨٩) .
(٢) «منهاج السنّة» : (٢/١٣٠) الطبعة الأميرية.
(٣) محمد جواد مغنية: «أهل البيت» : ص ١٠١.
(٤) علي النشار: «نشأة الفكر الفلسفي» : (٢/٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>