للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتصف عليّاً بأوصاف الإله (يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، يا من هو بكل شيء عليم) وتقول إن هذا الوصف صدر من الشمس لعلي وإنه سمعه أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار (فصعقوا ثم أفاقوا بعد ساعات) (١) إلى أمثال هذه النصوص الباطنية.

وكل أمارات الكذب في سنده ومتنه لم تحد من مبالغات الشيعة في مدح الكتاب وتوثيقه، ولكن بعض علماء الشيعة رابهم شيء في الكتاب فرأوا من الواجب كشف حقيقته قبل أن يقوض أساس التشيع نفسه، ولا يظن القارئ أن هذا الأمر الذي رابهم هو الطعن في القرآن أوتأليه علي أو غير ذلك من المطاعن في الإسلام نفسه، إنما الأمر الذي أُشكل عليهم في الكتاب هو أنه جعل الأئمة ثلاثة عشر وأنه تضمن نصّاً يكشف وضعه لمخالفته لحقائق التاريخ؛ وهو النص القائل أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت لأنه غصب الإمامة من علي، مع أن محمد بن أبي بكر ولد في سنة حجة الوداع فكيف يعظ أباه وعمره ثلاث سنوات (٢) .

فاختلف علماء الشيعة فمن قائل: (والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه، والتوقف في الفاسد من كتابه) (٣) ومن قائل: إن الكتاب موضوع (٤) وضعه أبان بن أبي عياش (٥) ، ومنهم من قام بتعديل


(١) «كتاب سليم بن قيس» : (ص ٣١- ٣٢) .
(٢) الخوانساري: «روضات الجنات» : (٤/٦٧) ، وانظر: ابن داود «الرجال» : (ص ٤١٣- ٤١٤) . ولم أجد هذا النص في كتاب سليم - المطبوع، وهذا دليل أنهم يغيرون في كتبهم..!!
(٣) ابن داود: «الرجال» : ص ٨٣.
(٤) ابن داود: «الرجال» : (ص ٤١٣- ٤١٤) ، وانظر: الخوانساري: «روضات الجنات» : (٤/٦٧) .
(٥) ابن داود: «الرجال» : (ص ٤١٣- ٤١٤) ، وأبان بن أبي عياش ضعيف عندهم. «المصدر السابق» .

<<  <  ج: ص:  >  >>