للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كبار علمائهم المعاصرين في علم الرجال - يقول في معرض دفاعه عن المفضل بن عمرو الجعفي فيما رمي به من الغلو من قبل بعض علماء الشيعة القدماء: (إنا قد بينا غير مرة أن رمي القدماء الرجل بالغلو لا يعتمد عليه ولا يركن إليه، لوضوح كون القول بأدنى مراتب فضائلهم - يعني الأئمة - غلوّاً عند القدماء، وكون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلوّاً عند هؤلاء، وكفاك في ذلك عد الصدوق نفي السهو عنهم غلوّاً مع أنه اليوم من ضروريات المذهب، وكذلك إثبات قدرتهم على العلم بما يأتي - أي علم الغيب - بتوسط جبرائيل والنبي غلوّاً عندهم ومن ضروريات المذهب اليوم) (١) .

فهذا الممقاني يعترف بالتطور العقدي عندهم، ويحكم بأن ما كان يعد غلوّاً في عرف الشيعة المتقدمين ـ مثل أن الأئمة يعلمون الغيب، ولا يسهون ـ هو اليوم من ضروريات مذهب التشيع.

ومن هذا المنطلق نرى شيخ الشيعة المعاصر: محمد حسين آل كاشف الغطا يحكم على جميع فرق الشيعة الموجودة اليوم بعدم الغلو ويزعم أن جميع الفرق الغالية قد بادت ولا يوجد منها اليوم نافخ ضرمة (٢) (٣) .

والواقع أن أسماء معظم تلك الفرق قد اختفت وبقيت آراؤها وأفكارها في كتب الاثني عشرية.


(١) «تنقيح المقال» : جـ٣ ص ٢٤٠.
(٢) انظر: «أصل الشيعة وأصولها» : ص ٣٨، «دعوة التقريب» : ص ٧٥.
(٣) وقال الدكتور سليمان دنيا - معلقاً على قول آل كاشف الغطا هذا - قال: (فما يكون الأغاخانية؟ أليسوا قائلين بالحلو؟! أوَ ليسوا مع قولهم بالحلول ملاحدة؟! أوَ ليسوا منتسبين إلى الشيعة؟ وأخيراً أو ليسوا على رقعة الأرض اليوم؟) : «بين السنّة والشيعة» : ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>