للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٦٣) كذَبَ العتيقُ وماءُ شَنٍّ باردٌ ... إن كنتِ سائلتى غَبُوقاً فاذهبى

إنه يقول: عليكِ العتيقَ؛ فكذب، وإن كان بصيغة الخبر، فيه معنى الإِغراء، ولا يتصرَّف حينئذ، وإن كان متصرِّفاً فيما عدا ذلك، لا يقال: يكذب عليكم الحج، ولا كاذِب؛ وقد نصَّ جماعة على استعمال كذب للإِغراء، قال الأعلم: وأصل الكذب الإِمكان، وقولك للرجل: كذبتَ معناه: أمكنت من نفسك؛ فلذا اتسع فيه، فأُغرى به، لأن من أغرى بشئ، فقد جعل المغرَى به ممكناً مستطاعاً، إنْ رامَهُ المغرَى؛ وهو يرجع إلى ما سبق عن الأخفش من قوله: كما يقال: أمكنك الصيدُ. واختلف في الاسم المذكور بعدُ؛ فقال بعض النحويين: يجب رفعه، ولا يجوز نصبه، لأن كذب فعل، لابد له من فاعل، والجملة في معنى الأمر؛ وقال بعضهم: يجوز نصبُه، واستدلَّ بما روى أبو عُبيد عن أبي عُبيدة عن أعرابى نظر إلى ناقة نِضْو لرجل، فقال: كذب عليكم البزرَ والنوى، أى الزمهما، فنصب البزرَ والنوى؛ وحكى نحوَه يونس بالنصب

<<  <  ج: ص:  >  >>