للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا حجة فيه، إذ يحتمل كون "أن تكون" في موضع نصب وعطف عليه بالجر على التوهم، وحكاية المصنف عن الخليل أنه في موضع جر موافقة لحكاية صاحب البسيط عنه ذلك. والذي في كتاب سيبويه أن الخليل قال إنه في موضع نصب، ثم قال: ولو قال إنسان إن أنْ في موضع جر لكان قولاً قوياً والأولى قول الخليل، يعني كونه في موضع نصب.

(ولا يعامل بذلك) - أي بالستغناء عن حرف الجر والنصب على سبيل الاطراد.

(غيرهما) - أي أنَّ وأنْ.

(خلافاً للأخفش الصغير) - وهو علي بن سليمان البغدادي تلميذ ثعلب والمبرد، تقول على رأيه وعلى رأي ابن الطراوة أيضاً: بريتُ القلم السكين. والأصل بالسكين، فحذف الحرف لما تعين هو وموضعه، وقاسا ذلك على ما سُمع من قولهم: اخترتُ زيداً الرجال، أي من الرجال. وأمرتك الخير، أي باخلير، وسميت ابني محمداً، أي بمحمد، فإن لم يتعين الحرف لم يُحذف، فلا تقول: رغبت الأمر، إذ لا يُدرى هل المراد رغبت في الأمر أو عن الأمر، وكذا إن لم يتعين موضعه، فلا يقال: اخترت إخوتك الزيدين، إذ لا يُدرى هلا المراد اخترت إخوتك من الزيدين، أو اخترت من إخوتك الزيدين. والصحيح أنه لا يقاس على ذلك وإن وجد الشرطان، لقلة ما ورد من ذلك، فلا يقال على هذا، أحببت الرجال زيداً، ولا اصطفيت الرجال عمراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>