للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام الخضراوي: وهو موافق لكلام سيبويه لأنه لا يجيز في صفات الأحيان إذا قامت مقام الظروف إلا أن تكون ظروفاً.

(واستقبح الجميعُ التصرفَ في صفة حين عرض قيامُها مقامه ولم تُوصفْ) - فيقبح عند العرب الرفع في نحو: سير عليه طويلاً أو قديماً أي زماناً طويلاً أو قديماً. فإن لم يعرض قيامُها مقام الموصوف، بل كانت الصفة قد استعملتْ استعمال الأسماء حسُنَ التصرف فيرفع نحو: سير عليه قريبٌ ومليٌّ، وكذا إن وصفت الصفة نحو: سير عليه طويلٌ من الدهر، لشبهها حينئذ بالأسماء، نص على ذلك سيبويه.

وأجاز الكوفيون: سير عليه طويلٌ، وقديمٌ بالرفع، والملي القطعةُ من الدهر. يقال: أقام ملياً من الدهر. قال تعالى: "واهجرني ملياً" أي طويلاً. ومعنى مليّ من النهار أي ساعة طويلة.

(ومظروفُ ما يصلح جواباً لكمْ واقعٌ في جميعه تعميماً أو تقسيطاً) - فإذا قلت: سرتُ يومين أو ثلاثة أيام، لم يجز أن يكون السيرُ واقعاً في بعض المذكور، بل لابد من وقوعه في كل من اليومين أو الثلاثة، إما تعميماً، فيعم السير الجميع، وإما تقسيطاً فيقع في بعض كل من اليومين أو الثلاثة.

وقد يتعينُ التعميمُ كما في: صمتُ يومين، أو التقسيط كما في: أذنْتُ يومين.

والمرادُ بالمظروف الواقع في الظرف، وبما يصلح جواباً لكمْ الظرفُ المؤقتُ ولو معرفةً كاليومين المعهودين ومنع ابن السراج وقوع هذا جواب

<<  <  ج: ص:  >  >>