سيبويه خلاف ذلك، فقال: ولو قلت: شهرُ رمضان أو شهر ذي القعدة صار بمنزلة يوم الجمعة.
(وكذا مظروفُ الأبد والدهر والليل والنهار مقرونة بالألف واللام) -فيكون واقعاً في جميعها كما في قولك: سرت رمضان.
نص على ذلك سيبويه قال: ولا تقول: لقيته الدهر والأبد، وأنت تريدُ يوماً فيه. انتهى. ولو قلت: سرتُ ليلاً ونهاراً لم يقتض التعميم، وهو ظاهر.
(وقد يُقصد التكثير مبالغةً فيعاملُ المنقطع معاملةَ المتصل) - فتقول: سير عليه الأبد. وإن كان لم يقع السير في جميعه، لكن تقصد المبالغة تجوزاً، كما تقول: أتاني أهل الدنيا، وإنما أتاك ناس منهم.
(وما سوى ما ذرك من جواب متى فصالح فيه التعميم والتبعيض إن صلح للظروفُ لهما) - وذلك كاليوم والليلة ويوم الجمعة وأسماء أيام الأسبوع. فإذا قلت: سار زيدٌ اليوم أو يوم الجمعة أو الجمعة، احتمل كون السير في جميع المذكور وكونه في بعضه.
وصام زيد اليوم للتعميم، ومات للتبعيض، وجعل ابن خروف أعلام الأيام كأعلام الشهور. فسرتُ الجمعة عنده للتعميم كسرتُ المحرم، وسرتُ يوم الجمعة محتملٌ له وللتبعيض كشهر المحرم، ومنع لهذا: لقيتُك الخميس، وأجاز: لقيتك يوم الخميس. والصواب خلافه، لأن ذلك إنما قيل به في أسماء الشهور، لأن المحرم مثلاً بمنزلة الثلاثين يوماً، ولو قال: سرتُ ثلاثين يوماً لم يحتمل تبعيضاً، إذ العدد نص في مدلوله، فمن سار يوماً لا يقول