(وقد يعرب الأول مضافاً إلى الثاني مبنياً عند الاقتصار على ثالث عشر ونحوه) - فيقال: هذا ثالثُ عشر، ورأيت ثالث عشر، ومررت بثالث عشر، بإعراب ثالث رفعاً ونصباً وجراً، وبناء عشر على الفتح، وكذا الباقي، والأصل: ثالث عشر ثلاثة عشر، فحذف عجز المركب الأول غير منوي، فأعرب الصدر، وحذف صدر المركب الثاني منوياً فبقي عجزه على بنائه؛ نظيره: لا حول وقوة، ببناء قوة على تقدير لا، وهذا الوجه حكاه الكسائي وهو عند المغاربة شاذ لا يقاس عليه.
(ويستعملُ الاستعمال المذكور في الزائد على عشرة الواحدُ مجعولاً حادياً) - فيستعمل واحد استعمال فاعل المصوغ من اثنين وأخواته، بعد تحويله إلى حادٍ، فتقول: حادي عشر، وحادية عشرة، والحادي والعشرون، والحادية والعشرون، وحادي مقلوب واحد، جعلت فاؤه مكان لامه، فانقلبت ياء لكسر ما قبلها، وقال الفراء: ليس مقلوباً، بل هو من حدا يحدو ساق، فالواحد الزائد يسوق العشرة، وحكى الكسائي: واحد عشر على القياس، إذ النقل: وحَد يَحِدُ.
(وإن قُصد بفاعل المصوغ من ثلاثة إلى عشرة جعلُ الذي تحت أصله معدوداً به استعمل مع المجعول استعمال جاعل، لأن له فعلاً) - فتقول: هذا ثالث اثنين، أي جاعل اثنين ثلاثة، فإن كان ماضياً وجبت الإضافة، أو غيره جازت؛ وذِكرُ جاعل أولى من ذكر مُصَيِّر، وإن كان هذا هو المشهور، لموافقة جاعل المذكور وزناً ومعنى، فإذا قصدت الحال أو الاستقبال جاز أن