للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وإن أمكن تكسيره حينئذ مُسندة إلى جمع) - أي حين إذ رفعت السببي نحو: كريمٌ أو حسنٌ آباؤه. واحترز من التي لا يمكن تكسيرها نحو: شراب وضراب، فتقول: مررت برجل شراب آباؤه، إذ لا يمكن غيره، وجمع السلامة للمذكر يأتي ذكره.

(فهو أولى من إفرادها) - كقولك: مررت برجل حسان أو كرام آباؤه، أولى من حسن أو كريم آباؤه. وهذا ما نص عليه سيبويه في بعض نسخ الكتاب. وقال السيرافي في الفصل الذي فيه هذا: إنه ليس من كلام سيبويه، وهذا القول معروف للمبرد، واختاره أبو موسى؛ ومذهب الجمهور أن الإفراد أولى من التكسير، وهو اختيار الشلوبين والأبَّدِيّ، وفصل بعضهم بين أن يتبع جمعاً فيختار التكسير، أو مفرداً أو مثنى فيختار الإفراد.

(وتثنى وتجمع جمع المذكر السالم على لغة: "يتعاقبون يكم ملائكة") - فيقال على هذه اللغة: مررت برجل قائميْن غلاماه، وقائمين غلمانه، كما قالوا: قاما غلاماه، وقاموا غلمانه.

(وقد تعامل غيرُ الرافعةِ ما هي له، إن قُرن بال معاملتها إذا رفعته) - قال الفراء: العرب تجعل الألف واللام خلفا من الإضافة، فيقولون: مررت على رجل حسنةٍ العينُ، المعنى: حسنةِ عينُه. انتهى.

وعلى هذا يقال: مررت برجل حسانٍ الغلمانُ، وكريمة الأم، كما يجوز في الرفع نحو: حسانٍ غلمانُه، وكريمةٍ أمه؛ وكذا يجوز: بامرأةِ كرامِ الآباءُ، وكريم الأبُ، كما يجوز كرامِ آباؤها، وكريم أبوها، فتعامل الصفة، والمعمول بال، في الجر والنصب، معاملتها والمعمول مضاف إلى الضمير في الرفع، ومنع

<<  <  ج: ص:  >  >>