اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِى الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ
ــ
المضمومة والخاء المعجمة أبو الحسن الجراني سكن مصر قال أحمد بن عبد الله هو ثبت مصري مات بها سنة تسع وعشرين ومائتين. قوله:(الليث) هو ابن سعد الفهمي المصري وجميل حالاته كثيرة شهيرة وتكفي في جلالته شهادة الإمامين الجليلين الشافعي وابن بكير أن الليث أفقه من مالك فهذان صاحبا مالك وهما بالمنزلة المعروفة من إجلال مالك وكيف وجلالة مالك وغزارة فقهه لا تخفى وقال أحمد ما أصح حديثه وقد تقدم. قوله:(يزيد) أي أبو رجاء يزيد بن أبي حبيب سويد المصري التابعي الجليل قال أبو يونس كان يزيد مفتي أهل مصر وكان حليماً عاقلاً وهو أول من أظهر العلم بمصر والكلام في الحلال والحرام قال الليث يزيد بن أبي حبيب سيدنا وعالمنا توفي سنة ثمان وعشرين ومائة. قوله:(أبي الخير) بالخاء المعجمة هو مرثد بالميم المفتوحة والراء والثاء المثلثة أبو عبد الله اليزني بالياء المثناة والزاي المفتوحتين وبالنون منسوب إلى يزن بطن من حمير المصري التابعي كان مفتي أهل مصر توفي سنة تسعين. قوله:(عبد الله بن عمرو) هو ابن العاص وقد تقدم وعمرو يكتب بالواو في الرفع والجر تمييزاً بينه وبين عمر ولم يعكس لخفة عمرو بثلاثة أشياء فتح أوله وسكون ثانيه وصرفه وأما في النصب فالتمييز بالألف وفي هذا الإسناد لطيفة وهو أن رواته كلهم مصريون وهذا من الغرائب لأنه في غاية القلة ويزداد قلة باعتبار جلالتهم لأنهم كانوا كلهم أئمة جلة. قوله:: (خير) فإن قلت هل فرق بين أفضل وبين خير قلت لا شك أنهما من باب التفضيل لكن الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة والأخير بمعنى النفع في مقابلة الشر والأول من الكمية والثاني من الكيفية. فإن قلت لم عنون الباب الأول بقوله: أي الإسلام أفضل وهذا الباب بقوله: إطعام الطعام من الإسلام ولم يقل ههنا باب أي الإسلام أفضل أو خير أو ثمة باب السلامة منه من الإسلام قلت لأن الجواب ههنا وهو تطعم الطعام صريح في أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الإطعام من الإسلام بخلاف ما تقدم إذ ليس صريحاً في أن سلامة المسلمين منه من الإسلام ولأنه لو قال ثمة باب السلامة منه من الإسلام لم تعلم الأفضلية فعبر بترجمتي البابين أعلاماً بالمسئلتين. قوله:: (تطعم الطعام) فإن قلت كيف صح جواباً ولا يستقيم أن يقال الخير تطعم بل يجب أن يقال أن تطعم خيراً والخير أن تطعم. قلت هو مثل قوله: م تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فهو في تقدير المصدر وهو صحيح. قوله: