نفس الرجل أو يكون إضافة المحبة إليه تقتضي خروجه منهم فإنك إذا قلت جميع الناس أحب إلى زيد من غلامه يفهم منه خروج زيد منهم قلت لا يخرج لأن اللفظ عام وما ذكر ثم ليس من المخصصات قال ابن بطال المحبة ثلاثة أصناف محبة إجلال وعظمة كمحبة الوالد ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد ومحبة استحسان واستلذاذ كمحبة سائر الناس فجمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الألفاظ أصناف المحبة ومن استكمل الإيمان علم أن حق النبي عليه أفضل الصلاة والسلام آكد عليه من حق والده وولده والناس أجمعين لأنه صلى الله عليه وسلم استنقذنا من النار وهدانا من الضلال. قال القاضي عياض: ومن محبته صلى الله عليه وسلم نصر سنته والذب عن شريعته وتمنى حضور حياته فيبذل ماله ونفذه دونه قال وفيه أن حقيقة الإيمان لا تنم إلا بذلك ولا يحصل الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر النبي صلى الله عليه وسلم ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل ومن لم يعتقد هذا فليس بمؤمن والله أعلم. النووي: فيه تلميح إلى قضية النفس الأمارة والمطمئنة فإن من رجح جانب الأمارة كان حب أهله وولده راجحاً ومن رجح جانب المطمئنة كان حكمه بالعكس. وأقول حاصله أنه يجب ترجيح مقتضى القوة العقلية على القوة الشهوانية ونحوها قال البخاري رضي الله عنه. (باب حلاوة الإيمان) قوله: (محمد بن المثنى) بلفظ المفعول من التثنية بالمثلثة هو أبو موسى العنزي بفتح المهملة والنون وبالزاي البصري المعروف بالزمن روى عنه الشيوخ الخمسة توفي بالبصرة وهو في العشرة التاسعة سنة ثنتين وخمسين ومائة. قوله:(عبد الوهاب) هو أبو محمد بن عبد المجيد الثقفي البصري منسوب إلى ثقيف جد القبيلة روى عنه الإمامان الشافعي وأحمد وكانت غلة عبد الوهاب كل سنة قريباً من خمسين ألفاً ولا يحول الحول على شئ منها كان ينفقها على أصحاب الحديث ولد سنة ثمان ومائة وتوفي سنة أربع وتسعين ومائة. قوله:(أيوب) هو الإمام الجليل أبو بكر بن كيسان بن أبي تميمة بفتح المثناة الفوقانية السختياني البصري التابعي ويقال له السختياني لأنه كان يبيع السختيان وهو بفتح السين الجلد والظاهر أنه فارسي معرب. قال شعبة: أيوب سيد الفقهاء وقال الحسن: أيوب سيد شباب