للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاب مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ

قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ {مُطَهَّرَةٌ} مِنْ الْحَيْضِ وَالْبَوْلِ وَالْبُزَاقِ {كُلَّمَا رُزِقُوا} أُتُوا بِشَيْءٍ ثُمَّ أُتُوا بِآخَرَ {قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} أُتِينَا مِنْ قَبْلُ {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا} يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا وَيَخْتَلِفُ فِي الطُّعُومِ {قُطُوفُهَا} يَقْطِفُونَ كَيْفَ شَاءُوا {دَانِيَةٌ} قَرِيبَةٌ الْأَرَائِكُ السُّرُرُ وَقَالَ الْحَسَنُ النَّضْرَةُ فِي الْوُجُوهِ وَالسُّرُورُ فِي الْقَلْبِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ {سَلْسَبِيلًا} حَدِيدَةُ الْجِرْيَةِ {غَوْلٌ} وَجَعُ

الْبَطْنِ {يُنْزَفُونَ} لَا تَذْهَبُ عُقُولُهُمْ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ {دِهَاقًا} مُمْتَلِئًا {كَوَاعِبَ} نَوَاهِدَ الرَّحِيقُ الْخَمْرُ التَّسْنِيمُ يَعْلُو شَرَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ {خِتَامُهُ} طِينُهُ {مِسْكٌ} {نَضَّاخَتَانِ} فَيَّاضَتَانِ يُقَالُ مَوْضُونَةٌ مَنْسُوجَةٌ مِنْهُ وَضِينُ النَّاقَةِ وَالْكُوبُ

ــ

عليه الصلاة والسلام أقول والظاهر من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والضمير راجع إلى الدجال والخطاب لكل واحد من المسلمين (باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) قال أهل السنة والجماعة الجنة مخلوقتان اليوم، والمعتزلة يخلقان يوم القيامة، قوله (مطهرة) أي فيما قال الله تعالى في صفة أهل الجنة: «لهم فيها أزواج مطهرة» فإن قلت من أين يستفاد التكرار حتى قال ثم أتوا بآخر قلت من لفظ كلما، فإن قلت كيف فسر القطوف قلت قطوفها دانية جملة حالية وأخذ لازمها وقال الحسن البصري قوله تعالى «ولقاهم نضرة وسرورًا» النضرة في الوجه والسرور في القلب، وقال تعالى «لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون» والغول وجع البطن، والنزف ذهاب العقل وقال «وكواعب أترابا وكأسا دهاقا» الكاعبة الناهدة، والدهاق الممتلئ، وقال «رحيق مختوم ختامه مسك» والختام الطين الذي يختم به، وقال «ومزاجه من تسنيم» أي شيء يعلو شرابهم الجوهري اسم ماء في الجنة سمي بذلك لأنه جرى فوق الغرف والقصور، وقال تعالى «فيهما عينان نضاختان» أي فياضتان فوارتان، ومدهامتان أي سوداوان من الري، وقال «على سرر موضونة» أي منسوجة بالجواهر

<<  <  ج: ص:  >  >>