إلى الله تعالى مجاز محمول على إظهار غاية غضبه على الزاني أو استعارة مصرحة تبعية قد شبه حالة ما يفعل الله تعالى مع عبده الزاني من الانتقام وحلول العقاب بحالة ما يفعله السيد بعبده الزاني من الزجر والتعزيز, ووجه تعلق هذا الكلام بما قبله هو أنه لما خوف أمته من الكسوف وحرضهم على الالتجاء إلى الله تعالى بالخيرات أراد أن يردعهم عن المعاصي وخص منها الزنا لأن ميل النفس إليها أكثر من ميلها إلى غيرها ولتفحيم شأنها في الفظاعة ولعل تخصيص العبد والأمة بالذكر رعاية لحسن الأدب لأن أصل الغيرة أن يستعمل في الأهل والزوج وجنابة الأقدس منزه عنهما وقيل معناه ليس أحد أمنع من المعاصي من الله ولا أشد كراهة لها منه, قوله ((لو تعملون)) أي من عظم انتقام الله من أهل الجرائم وشدة عقابه وأهوال القيامة وأحوالها كما علمت لما ضحكتم أصلا إذ القليل بمعنى العديم على ما يقتضيه السياق وفيه استحباب فضل صلاته بالجماعة وإنها ركعتان وفي كل ركعة ركوعا وقراءتان وقيامان وفيه أن حكم الشمس والقمر واحد فيهما, وقال مالك ليس لخسوف القمر زيادة ركوع ولا الجماعة وفيه سنية الخطبة بعدها الخطابي: عبد أصحاب الرأي يصلون منفردين في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات, قال ابن بطال: فيه أن الإمام يلزمه عند الآيات موعظة الناس ويأمرهم بأعمال البر وينهاهم عن المعاصي ويذكرهم نقمات الله, وفيه أن الصدقة والصلاة والاستغفار تكشف النقم وترفع العذاب, وقال أبو الطيب: إن قال قائل أليس رؤية الأهلة وحدوث الحر والبرد وكل ما أجرى الله العادة بحدوثه على وتيرة واحدة آيات فما معنى التخصيص بهما أنهما آيتان من آيات الله فالجواب أن كلها آيات الله ودلالة على قدرته غير أنه صلى الله عليه وسلم إنما خص أشرفهما بأنهما آيتان لإخباره لهم عن ربه بأن القيامة تقوم وهما منكسفان فأمرهم بالتوبة والصلاة ونحوهما خوفا من أن يكون الكسوف لقيام الساعة, قال المهلب وكان هذا قبل أن يعلمه الله بإشراط الساعة ومقدماتها ((باب النداء بالصلاة جامعة)) قوله ((إسحق)) قال الغساني: يشبه أن يكون هو إسحق بن منصور و ((يحي)) هو الوحاطي بضم الواو روى عنه البخاري في باب إذا كان الثوب ضيقا بدون الواسطة و ((معاوية بن سلام بن أبي سلام)) بتشديد اللام في اللفظين ((الحبشي)) بالمهملة والموحدة المفتوحتين منسوبا إلى بلاد الحبش, وقال ابن