المهملة وشدة الفاء المكسورة وسكون التحتانية وبالنون موضع بين الشام والعراق بشاطئ الفرات فيه وقع المقاتلة بين علي ومعاوية وهو غير منصرف و {سهل بن حنيف} بالمهملة والنون. قوله {اتهموا} وذلك أن سهلا كان يتهم بالتقصير في القتال فقال اتهموا رأيكم فإني لا أقصر فيها وما كنت مقصرا وقت الحاجة كما في يوم الحديبية فإني رأيت نفسي يومئذ لو قدرت على مخالفة حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلت قتالا لا مزيد عليه لكن أتوقف اليوم لمصالح المسلمين. فإن قلت لم نسب اليوم إلى أبي جندل لا إلى الحديبية قلت لأن رده إلى المشركين كان شاقا على المسلمين وكان ذلك أعظم ما جرى عليهم من سائر الأمور وأرادوا القتال بسببه وأن لا يردوا أبا جندل ولا يرضون بالصلح. قوله {يفظعنا} بإعجام الظاء المكسورة أي يخوفنا ويهولنا و {أسهلن} أي السيوف أي أفضين بنا إلى أمر سهل نعرفه خيرا غير هذا الأمر أي الذي نحن فيه من هذه المقاتلة في صفين فإنها لا تسهل بنا مر بلطائف في آخر كتاب الجهاد. قوله {بئست صفّون} أي بئست المقاتلة التي وقعت فيها وأعرف هذا اللفظ كإعراب الجمع كقوله تعالى " إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون " والمشهور أن يعرب بالنون ويكون بالياء في الأحوال الثلاثة، {باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسئل مما لم ينزل عليه الوحي} قوله {برأي ولا بقياس} فإن قلت ما الفرق بينهما، قلت قيل هما مترادفان وقيل الرأي هو التفكر أي لم يقل بمقتضى العقل ولا بالقياس