(باب انشقاق القمر) هو من أمهات معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم وآياته النيرة التي اختصت به إذ كان معجزات سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لم تتجاوز عن الأرضيات إلى السماويات وقد نطق القرآن به قال الله تعالى {اقتربت الساعة وانشق القمر} فإن قلت ما جوابك عما قال بعض الفلاسفة أن الأفلاك لا تقبل الخرق والالتئام قلت قد بينا فساد قولهم في الكواشف في شرح المواقف والقمر مخلوق لله تعالى يفعل فيه ما يشاء كما يفنيه ويكوره في آخر أمره، وقال بعضهم لو وقع هذا الأمر الغريب لاشترك أهل الأرض كلهم في معرفته ولم يختص به أهل مكة فأجيب بأن الانشقاق حصل في الليل ومعظم الناس نيام غافلون والأبواب مغلقة والستور حاجبة وكيف تنكر هذه الفعلة والخسوف الذي هو معتاد مشهور وكذا الشهب العظام وغير ذلك مما يحدث في الليل يقع كثيرا ولا يتحدث به إلا آحاد الناس وأيضا قد يكون القمر حينئذ في بعض المنازل التي تظهر لبعض أهل الآفاق دون بعض كما يكون ظاهرا لقوم غائبا عن آخرين وكما يجد الخسوف أهل بلد دون بلد. قوله (بشر) بالموحدة المكسورة (ابن المفضل) بتشديد المعجمة المفتوحة و (سعيد بن أبي عروبة) بفتح المهملة وتخفيف الراء وبالموحدة و (حراء) بكسر المهملة وبالمد جبل على يسار الراكب من مكة إلى منى. قوله (عبدان) بفتح المهملة وسكون الموحدة بينهما و (أبو حمزة) بالمهملة والزاي محمد بن ميمون السكري و (أبو معمر) بفتح الميمين عبد الله بن سخبرة بفتح المهملة والموحدة وسكون المعجمة بينهما. قوله (ذهبت فرقة) أي قطعة في ناحية جبل حراء وبقيت قطعة في مكانه والمشهور أنهما التأما في الحال لا بعد الغروب. فإن قلت ما التلفيق بينه وبين ما قال (رأوا حراء بينهما) قلت إذا نزلت قطعة تحت حراء وبقيت فوقه قطعة منه فهو